هل تريد أن تستغفر لك الحيتان في البحر؟..
لا أمزح .. فيمكن للحيتان في البحر أن تستغفر لك حال كنت ممن يُعلِّم الناس الخير، وفقاً لما جاء في الحديث الشريف.
فإذا أردتَ أن يستغفر لك كل شىء علِّم الناس الخير، وإذا أردت أن تكون أفضل الناس فعليك بتعلم القرآن وتعليمه، يقول صلى الله عليه سلم: (خيركم من تعلَّم القرآن وعلمه)..
فلنتقرَّب إلى الله - عز وجل- بالدعوة إلى كتابه، فندعو إلى القرآن، وندعو إلى أحكام القرآن، فقد قال رسول الله صلى لله عليه وسلم : من عَلَّم آية من كتاب الله عز وجل كان له ثوابها ما تُليَتْ.
ومما ينبغي أن يُعتنى به في تعلُّم القرآن هو قراءته على الوجه الصحيح، وضبط القراءة بالأحكام، كما نقلت إلينا بالتواتر عن النبي صلى الله عليه و سلم، إذ الكثير منا يعتقد أنَّ ترتيل القرآن وتعلم أحكام التجويد هو من المستحبات فقط، لكن الحقيقة أنَّه فرض عين على كل مسلم.
واعتبر الإمام ابن الجزري في باب معرفة التجويد أنَّ الأخذ بالتجويد حتم لازم ومن لم يجود القرآن آثم، و تعلم القرآن لا يعني حفظه فقط كما يفهم البعض، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتعجلون حفظ القرآن (وهو نافلة) دون تدبره (وهو فرض عين)؛ فيقول ابن مسعود: (إنَّا صَعُب علينا حفظ القرآن وسَهُل علينا العمل به، وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن، ويصعب عليهم العمل به).
لذلك يقول ابن القيم رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة: 78] إنَّ الله ذمَّ الأميين الذين لا يعلمون منه إلا مجرد التلاوة و الحفظ دون الفهم.