لقد عنيت شريعتنا السمحة أيما عناية بالشباب، وبهذه الفترة الذهبية التي قلما يدركها شبابنا، وحين يدركون ذلك - إن فعلوا ـ يكون الأمر قد ولّى وفاتهم القطار، الذي هو ملئ بالنشاط والحيوية والتفرغ الذهني.
ولقد عُني الإسلام بإعداد الشباب وتوجيههم ورعايتهم، فهم عماد الأمة وأساس نهضتها، ونبراس حضارتها ومنطلق تقدمها وتحررها، ومبعث عزها وصناع أمجادها.
والشواهد كثيرة في ديننا العظيم حول العناية بهذه الفترة ، والإشارة والإشادة إليها كثيرة في القرآن العظيم وفي السنة النبوية أورد بعضها:
منها قوله تعالى : ( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ) سورة الكهف. فللشباب الدور الكبير في نشر الدعوة والذود عنها. فإيمان الشباب اندفاعي قوي " إنهم فتية آمنوا بربهم ، وزدناهم هدى " ويصدعون بالحق " إذ قاموا فقالوا: ربنا رب السماوات والأرض" ويعلنون دعوة التوحيد بثبات " لن ندعو من دونه إلهاً "
ومنها: قوله تعالى: (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) سورة الأنبياء. وهنا فيه إشارة إلى أن نبي الله إبراهيم كان شابا وفي قمة فتوته حينما قام بذلك الأمر الجسيم الذي غير نهج حياته وجعله ينحى منحى ً آخر ومع هذا كله فهو شاب فتي.
ومنها كذلك: قوله تعالى مخاطبا نبيه يحيى ( وآتينه الحكم صبيا ) فالله عز وجل آتاه كل ذلك من العلم والجد، والعزم والإقبال على الخير، والإكباب عليه وهو صغير حدث.
فهل هناك أدل من كل هذه الإشارات العظيم على أن الشباب يمتلك طاقات عظيمة تتحمل كل هذه التكاليف والتي هي من أحكم الحاكمين ؟؟ لا وربي. فبعد هذا الكلمات القليلة في عددها الكبيرة في فحواها .....
ينبغي لكل شاب وشابة أين يسأل نفسه: ما دوري في هذا العالم المترامي الأطراف؟.
هل حقا لي دور في صناعة التغيير؟ هل أستطيع أن أصنع ما صنعه شباب الأمم السابقين؟
إن الإجابة على هذا السؤال لابد من أن تأتي من صميم فؤادك لا من فيك أو طرف لسانك أخرجها بصوت عال مدوٍ وقل " نعم أستطيع "
الكاتب: السيد يحيى الرحيباني